الاختفاء الغامض

كيف اختفى عالم مصرى من فندق فى قلب باريس ؟ هل ينجح المختطفون فى نقل العالم إلى دولتهم ؟ تُرَى من يكسب هذا السباق : المختطفون أم ( أدهم صبرى ) ؟ اقرإ التفاصيل المثيرة .. لتعلم كيف يعمل رجل المستحيل
***
:قفزة انتحارية
ارتفع أزيز طائرة المظلات الحربية و هي تشق عباب السماء ، و بداخلها وقف شاب طويل وسيم ، عريض المنكبين ، في منتصف العقد الثالث من العمر .. كان ينظر من خلال باب الطائرة المفتوح إلى السحاب الذي ينطلق فوقه ، و يلمح الأرض صغيرة من فجواته عندما جاءه صوت قائد القفز و هو يقول : ـ تأكد من إحكام مظلتك أيها المقدم ، و استعد للقفز .. أجرى الشاب فحصا سريعا لمظلة الهبوط التي يرتديها ، ثم ابتسم و هو يسمع قائد القفز يقول : ـ اجذب حبل المظلة عند ألف و عشرة ، كلما انتظرت ازداد الخطر ، هل تسمعني ؟ أشار الشاب بالسبابة و الوسطى علامة النصر ، ثم سأل قائد القفز : ـ ما الحد الأقصى لجذب حبل المظلة ؟ قطّب قائد القفز حاجبيه مفكرا ، ثم قال : ـ على ارتفاع ألف و سبعة عشر تقريبا ، و لكن الخطورة تزداد .. و لكن لماذا تسأل ؟ ابتسم الشاب ابتسامة غامضة ، و تجاهل الإجابة عن السؤال عندما أتاه قائد القفز و هو يصيح : ـ استعد للقفز .. اقفز .. و بدون لحظة تردد قفز الشاب من هذا الارتفاع الشاهق ، أخذ جسده يسبح في الهواء و هو يعد : ـ ألف و واحد ، الف و اثنان ، الف و ثلاثة .. نظر قائد القفز عبر الباب المفتوح ، غلى جسد الشاب الذي يسبح كطائر ضخم ، و ابتسم قائلا : ـ يا له من شاب شجاع .. لقد قفز دون أن يتردد لحظة واحدة .. إنه يفوق أكثر رجالنا شجاعة .. و لكن ما الذي يفعله هذا المجنون ؟ يا إلاهي .. كان الشاب يواصل العد في الفضاء : ـ ألف و خمسة عشر ، الف و ستة عشر ، الف و سبعة عشر .. ثم جذب حبل المظلة بقوة ، فارتفعت المظلة في الهواء ، و جذبت الشاب بقوة ، ثم أخذت سرعة هبوطه تقل حتى أصبح الهبوط هادئا .. أخذ الشاب يحرك حبال مظلته حتى لمست قدماه الدائرة البيضاء المرسومة وسط أرض معسكر ضخم .. و على بعد حوالي مائة متر وقف رجلان أحدهما برتبة لواء و الآخر يرتدي الملابس المدنية .. كان الرجل العسكري يقول : ـ يا له من شاب جريء .. هل يجيد مهارات أخرى بنفس الدرجة ؟ ابتسم المدني و قال : - هل أفاجئك إذا اخبرتك أنه لم يتعلم القفز بالمظلة إلا منذ أسبوع واحد فقط ؟ التفت اللواء إلى المدني ، و صاح في دهشة : - مستحيل .. إنه يفقز كخبير .. هذا عجيب .. ابتسم المدني و قال : ـ هذه أحد مميزاته .. إنه يتعلم بسرعة فائقة .. كان الشاب يلملم مظلته ، و يعيدها إلى حقيبتها عندما وصل إليه الرجلان .. وقف الشاب باحترام و أدى التحية العسكرية .. ابتسم المدني ، و قال و هو يقدم إليه العسكري : ـ اللواء ( عاطف مختار ) ، قائد القوات الجوية .. أدى الشاب التحية العسكرية باحترام و هو يقول : ـ سعدت بلقائك يا سيدي ، و تحت أمرك .. كان هذا الرجل المدني هو الرجل الذي تُطلق كل الدول على وظيفته اسم الرجل الغامض ، قليلون هم من يعلمون وظيفته .. إنه مدير المخابرات الحربية

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا